كوالالمبور/ 30 إبريل/نيسان//برناما//-- دعا وزير الخارجية الماليزي محمد حسن دول الجنوب العالمي إلى شقّ مسار جديد والاضطلاع بدور ريادي في إعادة تشكيل التعاون الدولي، في ظل تزايد هشاشة استقرار الاقتصاد العالمي بسبب النظام الدولي القائم حاليًا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام اجتماع وزراء خارجية الدول الشركاء لمجموعة "بريكس" لعام 2025م، الذي عُقد أمس، الثلاثاء، في العاصمة البرازيلية /ريو دي جانيرو/، حيث أشار إلى أنّ موجات الرسوم الجمركية الجديدة المفاجئة التي تجتاح العالم لا تُعدّ تهديدًا فحسب، بل تكشف كذلك عن فرص جديدة وتحولات مهمّة.
وقال: "لم يعد الجنوب العالمي مجرّد مراقب، بل أضحى لاعبًا رئيسًا يتنامى دوره على الساحة العالمية. وقد حان الأوان لإعادة صياغة التعاون الدولي ليكون أكثر عدلًا وتمثيلًا لاحتياجاتنا وقوتنا. وعلينا أن نتّحد، ونتمتع برؤية تخطيطية بعيدة المدى، ونتحرك بفعالية. وماليزيا مستعدة للعمل مع مجموعة بريكس وسائر الشركاء الذين يتقاسمون الرؤية نفسها".
وأشار محمد إلى أنّ رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) تُعدّ خامس أكبر اقتصاد في العالم، بإجمالي الناتج المحلي يبلغ 3.8 تريليون دولار أمريكي، وتتميّز بقوة شرائية كبيرة، وصادرات ديناميكية، ودبلوماسية منفتحة.
وأكّد أنّ ماليزيا، بوصفها رئيس رابطة آسيان لعام 2025م، تقود المنطقة نحو مزيد من الوحدة، والتكامل الاقتصادي، وتنويع الإستراتيجيات. كما تضع الرابطة في صدارة أولوياتها تعزيز التجارة البينية، وسلاسل التوريد المرنة، والصناعات الناشئة القائمة على الاستدامة والابتكار.
ووصف محمد مجموعة بريكس بأنّها محرّك للمرونة الاقتصادية، والتوازن السياسي، والتقدّم الاجتماعي، معربًا عن دعمه لقيادة البرازيل لرئاسة المجموعة، واصفًا أولوياتها بأنّها "ذات صلة بالواقع ومهمّة للغاية".
وفيما يتعلّق بتغيّر المناخ، دعا إلى أن تضطلع دول الجنوب العالمي بدور قيادي في تحقيق تحول عادل للطاقة، مشددًا على ضرورة توفير تمويل مناخي يمكن الوصول إليه بسهولة، وبكلفة معقولة، وبما يلائم احتياجات الدول النامية.
كما اقترح تعزيز التعاون في مجالات الزراعة الذكية مناخيًا، وإدارة الموارد المائية، وتكنولوجيا احتجاز الكربون، والابتكار منخفض الانبعاثات.
وفي ما يخص الصحة العالمية، أكّد محمد استعداد ماليزيا للتعاون مع مجموعة بريكس لتعزيز أنظمة الرعاية الصحية من خلال تبادل الخبرات وإقامة شراكات مستدامة بين القطاعين العام والخاص.
كما شدّد على أهمية الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وزيادة الوعي الرقمي، وتعزيز التجارة الرقمية العابرة للحدود بين دول الجنوب العالمي.
وفي سياق تقنية الذكاء الاصطناعي، دعا محمد إلى إرساء حوكمة مسؤولة وشاملة، مرحّبًا بالتعاون مع مجموعة بريكس لاعتماد الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، وتطوير المهارات، وتحقيق العدالة في إدارة البيانات.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية- برناما//ن.ع م.أ
