كوالالمبور/ 27 أكتوبر/تشرين الأول//برناما//-- تستحق تايلاند وكمبوديا التقدير الكامل لنجاحهما في توقيع اتفاقية السلام في كوالالمبور، إذ لم تكن هذه اللحظة التاريخية لتتحقق لولا العزيمة السياسية لكلا البلدين على حل النزاع الحدودي المستمر.
أكد رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية (ISIS) في ماليزيا، البروفيسور الدكتور محمد فائز عبد الله، أنه على الرغم من وجود أطراف أخرى لعبت دورًا مهمًا في تسهيل الاتفاق، إلا أن التزام تايلاند وكمبوديا كان العامل الحاسم.
"إذا لم يكونوا مستعدين لحل المسألة بأنفسهم، فلن تُثمر أي جهود خارجية"، كما قال.
وأضاف لوكالة برناما في مقابلة على هامش القمة الـ 47 لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والقمم ذات الصلة هنا اليوم: "لذلك، ينبغي الإشادة بزعماء كمبوديا وتايلاند الذين أبدوا عزمًا على إنهاء الصراع".
وأوضح أن توقيع اتفاقية السلام في كوالالمبور أصبح رمزًا قويًا لوحدة آسيان ومركزيتها، مما يُثبت أن الدبلوماسية والتعاون لا يزالان أفضل السبل لحل النزاعات سلميًا.
وقال: "هذا مثال كلاسيكي يُظهر أنه بالالتزام الحقيقي والجهود المشتركة، مهما كان النزاع مُعقدًا، لا يزال من الممكن حله".
وأضاف محمد فائز أن إنشاء فريق مراقبي آسيان (AOT)، الذي يُسهّل نشر القوات المسلحة من الدول الأعضاء في التكتل الإقليمي لمراقبة مناطق الصراع، مسؤولية فورية تقع الآن على عاتق القوات العسكرية الكمبودية والميانمارية.
وأفاد قائلاً: "الخطوة الأولى هي تطهير الحدود من الأسلحة والقوات العسكرية في المناطق عالية الخطورة، وقد بدأت هذه العملية بالفعل".
وأضاف أنه بمجرد استقرار الوضع في المناطق الحدودية، ينبغي تحويل التركيز إلى جهود إعادة التوطين طويلة الأمد التي تقودها المنظمات غير الحكومية.
وقال: "لحسن الحظ، فإن الدمار في المناطق المتضررة ليس بهذا السوء... فعلى عكس غزة التي تتطلب إعادة إعمار ضخمة، لا يزال الوضع هنا تحت السيطرة".
لطالما كان هناك نزاع بين تايلاند وكمبوديا حول الحدود التي يبلغ طولها 817 كيلومترًا، حيث أدى التصعيد الأخير في 24 يوليو/تموز إلى مواجهة عسكرية.
في 28 يوليو، استضاف رئيس الوزراء أنور إبراهيم اجتماعًا حاسمًا في بوتراجايا بين رئيس الوزراء الكمبودي /هون مانيت/ ورئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة /فومتام ويتشاي/، والذي نجح في نزع فتيل النزاع على طول حدود البلدين من خلال تنفيذ وقف إطلاق النار.
وقد حال وقف إطلاق النار، الذي يُعتبر إنجازًا كبيرًا لآسيان، دون تصعيد الصراع العسكري وضمن سلامة آلاف المدنيين.
كما أشاد محمد فائز بمفهوم سلّط رئيس الوزراء الضوء عليه ألا وهو "الترابط ذي السيادة" بمثابة مبدأ استثنائي لضمان سلام دائم ومستدام في المنطقة.
وقال: "من مصلحة كل دولة، بغض النظر عن حجمها، أن تشعر بالأمان، مطمئنةً إلى أنها لن تخضع لهيمنة دولة أخرى ذات قوة اقتصادية أو عسكرية أكبر".
وأكد محمد فائز أن القمة الـ 47 لآسيان حققت نجاحًا باهرًا بفضل تنظيمها الجيد ونتائجها الملموسة والهادفة.
تستضيف ماليزيا، بصفتها رئيسة آسيان، القمة الـ 47 والقمم ذات الصلة تحت شعار "الشمول والاستدامة" في مركز مؤتمرات كوالالمبور، في الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر 2025م.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ