كوالالمبور/ 14 مارس/آذار//برناما//-- صرّح خبير بأنه ينبغي على رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التمسك بمبدأ الحياد والسماح بالإجراءات القانونية الواجبة في أعقاب اعتقال الرئيس الفلبيني السابق /رودريغو دوتيرتي/.
وأكد البروفيسور الدكتور /فار كيم بينغ/، أستاذ دراسات رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في معهد الفكر والحضارة الإسلامية (ISTAC) بالجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا (IIUM)، أن خطوة المحكمة الجنائية الدولية وضعت الرابطة في موقف غير مسبوق، حيث لم يسبق أن أُلقي القبض على أي زعيم من جنوب شرق آسيا أو سُلِّم إلى لاهاي.
ورغم هذا التطور، شدّد على ضرورة التزام الرابطة بمبدئها الراسخ المتمثل في عدم التدخل.
وقال فار في برنامج "برناما وورلد" على قناة برناما التلفزيونية، بعنوان "اعتقال دوتيرتي وتداعياته"، والذي أجري هنا اليوم الجمعة: "تعمل الآسيان ضمن إطار قانوني دولي. كان هذا بمثابة مذكرة توقيف صادرة عن الإنتربول ونُفذت بشكل صحيح. وبصفتها تكتلاً إقليمياً، ينبغي على الرابطة أن تبقى على الحياد، وأن تراقب، وأن تسمح للإجراءات القانونية بأن تأخذ مجراها".
مع استعداد الفلبين لاستضافة الرابطة العام المقبل، أكد فار أن الاستقرار أمر بالغ الأهمية للبلاد لإدارة مسؤولياتها بفعالية.
وحذر من أن أي زعزعة سياسية في مانيلا قد تقوض مصداقية الرابطة وقدرتها على جمع قادة العالم.
وقال: "يجب أن تكون الفلبين مستقرة تماماً وقادرة على تحمل جميع المسؤوليات المنقولة من ماليزيا. إذا لم تتمكن مانيلا حتى من ضمان سلامة وأمن الترتيبات اللوجستية، فستواجه تحديات كبيرة".
وبالنسبة للتأثير الجيوسياسي الأوسع، أشار فار إلى أن اعتقال دوتيرتي قد يُحدث تحولاً في ديناميكيات القوة بين مانيلا وبكين وواشنطن.
وأشار إلى أن الصين شككت في حيادية المحكمة الجنائية الدولية، لا سيما في ضوء تعاملها مع القضايا المتعلقة بغزة، بينما لا يزال موقف الولايات المتحدة غير مؤكد بسبب سياستها الخارجية المتقلبة.
"البيان الرسمي الصادر عن الصين ذكر أن على المحكمة الجنائية الدولية أن تفحص نفسها بموضوعية قبل إصدار أي مذكرة توقيف. وذلك لأن الصين كانت من بين مقدمي الالتماسات لرفع قضية غزة، وليست راضية تمامًا عن أداء المحكمة الجنائية الدولية كجهة إنفاذ موضوعية للقانون الدولي وحقوق الإنسان"، بحسب الخبير.
وقال: "لدى الصين ما يدعوها للشك في أن هذا الأمر سياسي في الواقع أكثر مما يبدو، لأن الرئيس دوتيرتي كان في السابق زعيمًا مواليًا للصين في الفلبين، على عكس الرئيس بونغ بونغ ماركوس (فرديناند ر. ماركوس الابن)".
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ
© 2025 BERNAMA • إخلاء المسؤولية • سياسة الخصوصية • نهج الأمان