كوالالمبور/ 6 مايو/أيار//برناما//-- صرّح محللون بأنّ التحرك الجماعي بصورة كتلة اقتصادية إقليمية قد يمنح الدول الأعضاء العشر في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) نفوذًا أكبر في مفاوضات التعريفات الجمركية المتبادلة مع الولايات المتحدة.
أكّد نائب رئيس جامعة /أوتارا/ (الشمال) ماليزيا (UUM) (للشؤون الأكاديمية والدولية)، البروفيسور الدكتور /محمد عزيز الدين محمد ساني/، أنّ الآسيان، بقوتها الاقتصادية المُجتمعة التي تبلغ 4 تريليونات دولار أمريكي، وعدد سكانها البالغ 640 مليون نسمة، تتمتّع بنفوذ أكبر عند التفاوض ككتلة، بدلًا من التفاوض بصفة منفردة.
وقال: "على الرغم من أن بعض الدول قد خاضت مفاوضاتٍ منفردة، إلانأّ التعامل مع المحادثات بصفة مجموعة يمنحنا قوة تفاوضية أكبر وقدرة على الدفاع عن مصالحنا".
وأضاف في اتصال مع وكالة برناما: "قد يضعنا التفاوض بشكل فردي في موقف غير موات، لذا أرى أن النهج الجماعي منهجي واستراتيجي في آن واحد".
وأكد محمد أن الدعم الكامل من الدول الأعضاء في الرابطة لمساعي ماليزيا لتشكيل صوت جماعي في المفاوضات يعكس ثقتهم في قيادة البلاد بصفتها رئيسة الرابطة لهذا العام.
وأضاف: "هذا يعكس النهج الاستراتيجي لرئيس الوزراء أنور إبراهيم في معالجة تأثير هذه التعريفات الجمركية من خلال الاستجابة كتلةً اقتصاديةً موحدةً".
وخلال جلسة إحاطة حول التعريفات الأمريكية في جلسة برلمانية خاصة أمس، أكد أنور على ضرورة تبني أي موقف بشأن التعريفات الجمركية بشكل جماعي، مما يعكس نضج الرابطة وبصيرتها الاستراتيجية.
وأضاف أنور، الذي يشغل أيضًا منصب وزير المالية، أن الدول الأعضاء أعربت عن دعمها الكامل لجهود ماليزيا الرامية إلى تشكيل صوت موحد في الرابطة، مؤكدًا تضامن الكتلة وقوتها الاقتصادية في التعامل مع الولايات المتحدة.
فيما قال الدكتور /أوه إي صن/، المستشار الرئيسي في مركز أبحاث المحيط الهادئ الماليزي، إن ماليزيا تبذل جهودًا حثيثة لصياغة رد جماعي من الرابطة على إجراءات التعريفات الجمركية الأمريكية.
وأكد أن الموقف الموحد سيعزز القوة التفاوضية للكتلة، لكنه أشار إلى أن فعاليته تتوقف على التزام اقتصادات آسيان الرئيسية.
وقال الزميل البارز في معهد سنغافورة للشؤون الدولية: "الآن، يعود الأمر لاقتصادات آسيان الرئيسية للانضمام. عليهم أن يدركوا أن رد الفعل الجماعي ربما يكون أكثر ملاءمة لمصالحهم الوطنية، إذ يمكن لآسيان التفاوض على شروط أفضل بشكل جماعي".
بينما أفاد البروفيسور الدكتور عزمي حسن، الخبير الجيوستراتيجي من أكاديمية /نوسانتارا/ للأبحاث الاستراتيجية، بأن التوصل إلى إجماع في الرابطة أمر بالغ الأهمية، على الرغم من أن كل دولة عضو تواجه معدلات تعريفات جمركية مختلفة، تتراوح بين 10 و49 بالمئة، ولديها آليات تشاور خاصة بها.
وقال: "لكل دولة مبرراتها واستراتيجيتها الخاصة، ولكن حتى الآن، اتفق الجميع على عدم فرض تعريفات جمركية متبادلة على الولايات المتحدة، كما فعلت الصين".
كما أكد عزمي على ضرورة تعزيز التجارة البينية بين دول جنوب شرق آسيا والتوسع في أسواق جديدة وسيلةً لتخفيف أثر الرسوم الجمركية الأمريكية.
ومضى قائلاً: "تطرق رئيس الوزراء إلى قمة الآسيان مع مجلس التعاون الخليجي والدول الأوروبية. وبينما لا تزال مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي جارية، يمكن اعتبارها سوقًا جديدة".
في 9 أبريل/نيسان، أعلنت الإدارة الأمريكية تعليقًا لمدة 90 يومًا للرسوم الجمركية الانتقامية الفردية المفروضة على معظم الدول، مع الحفاظ على التعريفة الأساسية البالغة 10%.
جاء هذا القرار في أعقاب احتجاجات ومخاوف من أكثر من 75 دولة، بما في ذلك ماليزيا، بشأن فرض الرسوم الجمركية المفاجئ.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ