أخبار

عامان على إبادة غزة، هل يبقى الأمل قائمًا؟

07/10/2025 04:50 PM

كوالالمبور/ 7 أكتوبر/تشرين الأول//برناما//-- بعد مرور عامين على بدء إسرائيل هجومها على غزة، وصفت جماعات حقوق الإنسان وخبراء القانون الدوليون هذه الحملة بأنها إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، إذ لا يزال القطاع مدمرًا، وعشرات الآلاف من القتلى، وأحياء بأكملها مدمرة، وتتفاقم الأزمة الإنسانية يومًا بعد يوم.

منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023م، لقد شنّ النظام الإسرائيلي غارات جوية متواصلة، واجتياحات برية، وحصارًا شاملًا على غزة.

بينما تواصل العديد من الحكومات الغربية دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، اتهمت الاحتجاجات العالمية، وخبراء الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان الرئيسية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية و/هيومن رايتس ووتش/، إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

تُجري محكمة العدل الدولية حاليًا تحقيقًا في مزاعم إبادة جماعية في قضية رفعتها جنوب إفريقيا في أوائل عام 2024م.

على الرغم من تزايد الأدلة والدعوات لوقف إطلاق النار، إلا أن الجهود الدبلوماسية فشلت حتى الآن في وقف إراقة الدماء أو إيصال مساعدات إنسانية مستدامة.

ووفقًا لوكالة الأنباء التركية (الأناضول)، تُواصل إسرائيل حصارها على غزة، التي يقطنها ما يقرب من 2.4 مليون نسمة، منذ حوالي 18 عامًا، وشددت الحصار في مارس/آذار عندما أغلقت المعابر الحدودية ومنعت وصول الغذاء والدواء، مما دفع القطاع إلى المجاعة.

وذكرت الأناضول أن القصف الإسرائيلي أسفر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023م عن مقتل أكثر من 66,200 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.

 

مقاومة طويلة الأمد لقيام دولة فلسطينية

صرح الخبير الجيوسياسي البارز، البروفيسور /جيمس تشين/، من جامعة تسمانيا، بأن الصراع الدائر يُبرز مقاومة طويلة الأمد لقيام دولة فلسطينية مستقلة، حيث تُعارض إسرائيل باستمرار أي خطة من شأنها أن تُفضي إلى حل الدولتين، وتُواصل الاعتماد بشكل كبير على الولايات المتحدة للحفاظ على الوضع الراهن.

وقال تشين لبرناما: "لقد أوضحت إسرائيل، وخاصةً في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنها لا تعتقد أن دولة فلسطينية ستتحقق في المستقبل المنظور".

وأضاف أن نتنياهو أكد صراحةً بأنه لا يتوقع قيام دولة فلسطينية خلال حياته، بينما بدت الولايات المتحدة، وخاصةً خلال إدارة دونالد ترامب، تسعى إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط لأسباب سياسية أكثر من كونها نتائج مستدامة.

وقال: "لقد تأثر نهج ترامب إلى حد كبير بالاعتبارات الداخلية. واعتُبرت مبادرات إدارته للسلام وسيلةً لإبراز القوة الأمريكية، وربما ترشّحه لجائزة نوبل للسلام".

 

حل الدولتين والاعتراف العالمي

صرح تشين بأنه على الرغم من استمرار مناقشة حل الدولتين في الأوساط الدبلوماسية، إلا أن إسرائيل والولايات المتحدة وحدهما يملكان النفوذ اللازم لتحقيقه.

وأضاف: "للأسف، لا يبدو أن أيًا من الطرفين مستعد لاتخاذ الخطوات اللازمة. بالنسبة للفلسطينيين، يظل تحقيق تقدم ملموس بعيد المنال طالما بقيت القيادة الإسرائيلية الحالية في السلطة، وتمسكت الولايات المتحدة بموقفها الحالي".

في غضون ذلك، صرّح الخبير الجيوستراتيجي، البروفيسور الدكتور عزمي حسن، بأن قضية الدولة الفلسطينية استعادت مكانتها الدولية وسط دعوات عالمية متجددة لحل الدولتين.

اعتبارًا من سبتمبر/أيلول 2025م، اعترفت 156 دولة عضوًا في الأمم المتحدة بفلسطين بصفتها دولة، مما يشير إلى وجود توجه دولي مؤيد للسيادة الفلسطينية، حتى مع استمرار القوى الغربية الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، في امتناعها عن الاعتراف الرسمي.

وأشار عزمي إلى أن الاعتراف الأخير بفلسطين من قبل العديد من الدول المؤثرة، بما في ذلك فرنسا وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة، يمثل تحولًا دبلوماسيًا مهمًا، حيث تُعتبر هذه الدول تاريخيًا حليفة وثيقة لإسرائيل.

قال: "هذا الاعتراف بالغ الأهمية. فهو يمنح فلسطين مكانة دبلوماسية أقوى، ويشير إلى استياء متزايد من رفض إسرائيل المستمر لإقامة دولة فلسطينية".

 

أسطول التضامن وخطة ترامب للسلام

وأضاف عزمي أن اعتراض القوات الإسرائيلية مؤخرًا لأسطول الصمود العالمي (GSF) للتضامن مع غزة، أعاد إشعال الاحتجاجات العالمية، حيث خرجت مظاهرات في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا تُظهر تضامنًا شعبيًا متزايدًا مع القضية الفلسطينية.

وأضاف أن خطة ترامب للسلام في غزة، المكونة من 20 نقطة، أثارت انتقادات لعدم تضمينها عناصر رئيسية مثل ضمانات السيادة الفلسطينية أو الانسحاب العسكري الإسرائيلي من غزة.

وقال: "إنها تُشبه شكلاً من أشكال الابتزاز السياسي، إذ تطالب حماس بالاستسلام دون التزام راسخ بدولة فلسطينية ذات سيادة".

ورغم الانتقادات، أفادت الأناضول بأن حماس قد أصدرت بالفعل ردها الرسمي على خطة ترامب في وقت متأخر من يوم الجمعة، ووافقت على إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، وتسليم جثث القتلى، وتسليم إدارة غزة إلى هيئة فلسطينية تكنوقراطية مستقلة.

في الوقت الذي يحيي فيه العالم الذكرى السنوية الثانية لبدء الحرب، لا تزال غزة رمزًا للمعاناة الإنسانية الهائلة والمأزق السياسي، وتذكيرًا صارخًا بأن السلام والعدالة للشعب الفلسطيني لا يزالان بعيدي المنال.

 

وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ