بنوم بنه (كمبوديا) 7 نوفمبر/تشرين الثاني//برناما//-- يدعو دعاة العمل المناخي في جنوب شرق آسيا إلى أجندة إقليمية واضحة للتأثير على سياسات المناخ، محذرين من أن تفاقم الفيضانات والجفاف والعواصف يُدمر الأرواح والأنهار والأراضي الزراعية في جميع أنحاء المنطقة.
في الوقت الذي يجتمع فيه قادة العالم لمناقشة العمل المناخي في مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) في /بيليم/، بالبرازيل، منذ يوم الخميس، تتعرض منطقة جنوب شرق آسيا لسلسلة من الكوارث المرتبطة بالطقس، والتي تُلحق خسائر متزايدة بالاقتصادات الناشئة والمجتمعات الريفية.
وتيمور الشرقية من أكثر البلدان عرضة للخطر.
"يُمثل تغير المناخ قضية حرجة في تيمور الشرقية، حيث يعتمد 70 بالمئة من السكان على الزراعة المعيشية. موسم الجفاف أطول من ذي قبل، ويواجه المزارعون نقصًا في المياه.
"لا يوجد في البلاد سدود ولا مكننة في القطاع الزراعي"، صرح بذلك /جواو مارتينز/، رئيس جامعة تيمور الشرقية الوطنية، لوكالة برناما من العاصمة ديلي.
وأضاف: "لا يزال المزارعون يستخدمون الأبقار والجاموس لحرث حقول الأرز".
في بيليم، يناقش علماء البيئة وقادة حكومات العالم قضايا رئيسية، بما في ذلك خفض انبعاثات الكربون للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، وجذب رأس المال الخاص، ومعالجة إزالة الغابات وأسواق الكربون.
لا يزال الوضع في جنوب شرق آسيا مثيرًا للقلق.
تُدمر الأمطار الغزيرة غير المتوقعة، والأعاصير، والعواصف، والفيضانات، وارتفاع درجات الحرارة، والزلازل الممتلكات والبنية التحتية والمحاصيل وقطاع مصايد الأسماك.
من أرخبيل الفلبين إلى إندونيسيا، أكبر دولة من حيث عدد السكان في المنطقة، والتي يبلغ عدد سكانها 270 مليون نسمة، وفيتنام، القوة الاقتصادية الناشئة، لا تزال الكوارث المرتبطة بالطقس تُسبب معاناة لا تنتهي.
كما ضرب إعصار مماثل أجزاء من فيتنام يوم الخميس، مما أجبر البلاد على تعليق أنشطتها البحرية.
"على حكومات جنوب شرق آسيا أن تأتي إلى مؤتمر الأطراف الثلاثين بأجندة إقليمية واضحة الذي يركز على التنفيذ والنتائج. سيُعرف في نهاية المطاف، باسم مؤتمر الأطراف التنفيذي" كما قاله الدكتور /رينارد سيو يونغ جيهين/، مستشار المناخ في مركز الحوكمة ودراسات السياسات في كوالالمبور، لوكالة برناما.
وأضاف: "إلى جانب الالتزامات، يجب أن ينتقل التركيز إلى إنشاء نظام بيئي مُلائم لأسواق الكربون، وتمويل المناخ، ونقل التكنولوجيا - وهي مجالات يُمكن لآسيان أن تقودها من خلال التعاون بدلاً من المنافسة".
تواجه الاقتصادات سريعة التصنيع، مثل إندونيسيا وفيتنام، الآن معضلة مناخية، حيث يتعين على الحكومات الموازنة بين النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل لملايين الأشخاص وحماية البيئة في الوقت نفسه.
حدد معهد الموارد العالمية (WRI) في إندونيسيا قطاعي الطاقة والنقل مساهميَن رئيسيين في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في البلاد.
تعهدت إندونيسيا بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 29 بالمئة بحلول عام 2030م.
"لا تزال إندونيسيا تكافح لتحقيق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية والمناخية الطموحة. ومن بين أكبر التحديات عدم وجود نهج متسق لتدابير التكيف مع المناخ التي يمكن لجميع دول المنطقة اعتمادها.
"ويرجع ذلك إلى قلة أدوات قياس التكيف مقارنةً بإجراءات التخفيف، ولأن التكيف يعتمد بشكل أكبر على السياق، فإن الاستثمار في جهود التكيف مع المناخ لا يزال غير مؤكد"، وفق الدكتور /عارف ويجايا/، المدير الإداري لمعهد الموارد العالمية في إندونيسيا.
وأوضح لبرناما قائلاً: "تحتاج آسيان، بقدراتها الاقتصادية المتنوعة، إلى إعطاء الأولوية للنظم البيئية الخضراء وقيادة تطوير الاقتصاد الأخضر في المنطقة، نظرًا لكونها منتجًا رئيسيًا للموارد المعدنية الحيوية وتنوعها البيولوجي الغني".
أما سيو، فاستطرد يؤكد على الحاجة الملحة لتنفيذ إطار عمل الكربون المشترك لآسيان، الذي رعته ماليزيا خلال رئاسة الرابطة.
في نهاية المطاف، يجب على جنوب شرق آسيا أن تُرسّخ مكانتها ليس فقط بمثابة متلقٍّ للتمويل المناخي، بل أيضاً شريك فاعل في تصميم حلولٍ عادلةٍ تُوازن بين النمو والاستدامة.
وقال سيو: "حان الوقت أيضًا لإسماع أصوات المجتمعات المحلية - من المزارعين إلى المجتمعات الساحلية - التي تقف في طليعة جهود التكيف مع تغير المناخ، ولكنها لا تزال مُمَثَّلة تمثيلًا ناقصًا في حوار السياسات".
ينعقد مؤتمر الأطراف الثلاثين بعد ثلاثة عقود من اجتماع قادة العالم لأول مرة في برلين، ألمانيا، لوضع أجندة عالمية للمناخ.
تستضيف البرازيل هذه القمة بعد عشر سنواتٍ بالضبط من انعقاد مؤتمر الأطراف الـ 21 في باريس، والذي وضع هدفًا طموحًا للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
ومع ذلك، فشلت العديد من الدول في تحقيق أهدافها الوطنية، وأصبحت القضية مُسيّسةً للغاية.
بدأت قمة قادة العالم للعمل المناخي، التي تستمر يومين، يوم الخميس، بينما يُعقد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP30) في الفترة من 10 إلى 21 نوفمبر/تشرين الثاني.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ