فوتشو (الصين) 17 نوفمبر/تشرين الثاني//برناما//-- دعت ماليزيا رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والصين إلى التضامن في ظل بيئة عالمية سريعة التطور، وحثت الجانبين على التمسك بالقيم الآسيوية لحماية السلام والاستقرار الإقليميين.
في كلمته خلال حفل افتتاح أسبوع آسيان-الصين 2025م اليوم الاثنين، قال رئيس مجلس الشيوخ الماليزي، /أوانغ بيمي أوانغ علي باساه/، إن المشهد الدولي الحالي الذي يتسم بالتشرذم الاقتصادي والاضطراب التكنولوجي والضغوط على النظام متعدد الأطراف القائم على القواعد يتطلب من آسيان والصين تعزيز تعاونهما طويل الأمد.
وشدد على أن الوحدة والأهداف المشتركة أمران أساسيان في مواجهة هذه التحديات.
وقال: "يجب على آسيان والصين التضامن"، داعيًا الجانبين إلى مناصرة القيم الآسيوية المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والشمولية لتعزيز الاستقرار واليقين في المنطقة.
قال أوانغ بيمي إن ماليزيا ترى أن مركزية آسيان حيوية للحفاظ على مشاركة متوازنة وبناءة خلال هذه الفترة من التنافس الاستراتيجي.
وأشار إلى أنه لا يمكن مواجهة التحديات الإقليمية بإجراءات أحادية أو حلول خارجية، بل يجب مواجهتها من خلال الحوار وبناء التوافق واحترام القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف بيمي أن المبادئ المترسخة في تاريخ آسيان تقدم توجيهات مهمة، مذكرًا بأهمية مؤتمر باندونغ لعام 1955م في ذكراه الـ 70 هذا العام.
وأضاف: "أن "روح باندونغ" هذه تتردد صداها بعمق في الوثيقة التأسيسية للرابطة، وهي معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا".
وأكد أن روح التعاون والتعايش السلمي يجب أن تستمر في ترسيخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين آسيان والصين، لا سيما في ظل مواجهة الجانبين لتحديات عالمية معقدة.
أشار أوانغ بيمي أيضًا إلى التكامل بين رؤية مجتمع الآسيان 2045م وأجندة التحديث الصينية، مشيرًا إلى أن كلا الإطارين يهدفان إلى منطقة سلمية ومستقرة ومركزة على الإنسان.
وقال إنه ينبغي تسخير أولويات التنمية المتوافقة، مثل الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا الخضراء والذكاء الاصطناعي، لتعزيز المرونة المشتركة والثقة الإقليمية.
في الوقت نفسه، أشار الأمين العام لمركز الآسيان-الصين (ACC)، /شي تشونغ جون/، إلى أن الحركة بين الناس في الصين والآسيان آخذة في الازدياد، مدعومة بتطبيق "تأشيرة الآسيان".
وقال إنه خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، تجاوز عدد التبادلات البشرية بين الصين ودول الآسيان 25.244 مليون شخص، بزيادة سنوية قدرها 11.2 بالمئة.
كما أشار إلى أن التجارة الثنائية ارتفعت من أقل من 8 مليارات دولار أمريكي إلى 982.3 مليار دولار أمريكي في 2024م، مما يجعل الآسيان والصين أكبر شريكين تجاريين لبعضهما البعض.
قال: "شهد القادة مؤخرًا توقيع بروتوكول ترقية اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وآسيان 3.0، مما يُمثل انطلاقة جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري".
وأضاف أن مشاريع البنية التحتية الكبرى، مثل خط سكة حديد الصين-لاوس وخط سكة حديد جاكرتا-باندونغ فائق السرعة، تعكس متانة الشراكة.
يُقام أسبوع آسيان-الصين 2025م، الذي يستمر ثلاثة أيام ويستضيفه مجلس التعاون الآسيوي وحكومة مقاطعة فوجيان الشعبية، رسميًا في 17 نوفمبر تحت شعار "مستقبلنا المشترك: جسر بين آسيان 2045م والتحديث الصيني".
يهدف هذا الحدث إلى تسليط الضوء على الشراكة الاستراتيجية الشاملة المزدهرة بين الصين وآسيان، وتوفير منصة لتعزيز التفاهم المتبادل والتعاون المربح للجانبين والتبادلات الشعبية.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ