أخبار

اقتراب مرور سنة كاملة على عملية طوفان الأقصى: كيف دعمت ماليزيا غزة؟

09/09/2024 04:51 PM

يشارك الدكتور عبد الرحمن إبراهيم، المحاضر وخبير تكنولوجيا التعليم في جامعة العلوم الإسلامية الماليزية (USIM)، وهو من مدينة رام الله، فلسطين، امتنان الشعب الفلسطيني للتضامن والدعوة التي أبدتها ماليزيا ومواطنيها مع اقتراب اكتمال السنة الكاملة لعملية طوفان الأقصى عام 2023.

كوالالمبور/ 9 سبتمبر/أيلول//برناما//-- مع اقتراب اكتمال السنة الأولى لصراع طوفان الأقصى، والمعروف أيضًا باسم حرب غزة وإسرائيل عام 2023، تفكر الدول في جميع أنحاء العالم في ثمن العنف والتضامن الذي أظهرته مع الشعب الفلسطيني.

«طوفان الأقصى» عملية شنتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إسرائيل فجر يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشملت هجوماً برياً وبحرياً وجوياً وتسللاً للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة، في أعقاب سلسلة من التوترات المتصاعدة بين حركات المقاومة الفلسطينية في غزة وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

غير أن العدوان الإسرائيلي عقب ذلك قد تسبب وما زال يسبب في دمار واسع النطاق، مما أسفر عن عشرات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين ومئات الآلاف من المفقودين والمشردين، فضلاً عن تدمير المنازل والمدارس والبنية الأساسية الأساسية في غزة.

خلال هذا الوقت الحرج، كانت استجابة ماليزيا سريعة، حيث قدمت الدعم المادي والمعنوي لغزة. وقد استمر هذا الجهد، حيث ساهمت قطاعات مختلفة من المجتمع الماليزي، والمنظمات غير الحكومية الرسمية، والمنظمات غير الربحية في جهود الإغاثة في الأراضي المحاصرة لشعب قطاع غزة، والتي كانت تحت حصار ظالم لمدة 17 عامًا.

 

المساعدات الإنسانية والتضامن العام والمناصرة

كانت المساعدات الإنسانية واحدة من أهم مساهمات ماليزيا خلال العدوان. فقد حشد الشعب الماليزي والحكومة والعديد من المنظمات غير الحكومية بسرعة لإرسال الإمدادات إلى غزة، بما في ذلك الغذاء والمساعدات الطبية والمواد الأساسية للأسر النازحة.

تلقى الأفراد المتضررون من العدوان مساعدات غذائية ومياه نظيفة ومأوى ومساعدات طبية من هذه الأموال. ولكن الدعم الأكثر فعالية الذي يؤثر في العالم والفلسطينيين في غزة هو الدعم المعنوي والنزول إلى الشوارع بكل أشكاله. فقد أصبحت الملابس الفلسطينية والعلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية جزءاً من الثقافة اليومية للشعب الماليزي.

ومن الواضح أيضاً أن استجابة ماليزيا للعدوان على غزة اتسمت بفيض من التضامن من جانب الجمهور الماليزي. فخلال الصراع، نظم الماليزيون مسيرات وتجمعات صلاة وفعاليات خيرية لإظهار دعمهم للشعب الفلسطيني.

ورفع الناس لافتات "أنقذوا فلسطين" الشهيرة في جميع أنحاء البلاد، وانتشرت الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تدافع عن غزة. كما قادت منظمات المجتمع المدني مثل /فيفا فلسطينَ ماليزيا/، و/أقصى شريف/، و/ماي كير/ حملات لجمع التبرعات وحملات التوعية لتثقيف الجمهور بشأن وضع غزة وضمان استمرار توصيل المساعدات إلى المنطقة.

لقد توحد الماليزيون من مختلف الخلفيات الدينية والعرقية في دعواتهم للسلام والعدالة، مسلطين الضوء على الشعور القوي بالتعاطف والتضامن الذي يعم البلاد. كما لعبت المساجد والكنائس والمعابد دورًا نشطًا، حيث استضافت جلسات الصلاة الجماعية وجمعت التبرعات لغزة.

ومن خلال تنسيق المساعدات الدولية، فتحت ماليزيا مستشفياتها للفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة والذين يحتاجون إلى رعاية طبية متقدمة - بما في ذلك أولئك الذين يعانون من إصابات خطيرة من الغارات الجوية وغيرها من الحوادث العنيفة.

كما قدمت كذلك وزارة التعليم العالي في ماليزيا إعفاءات من الرسوم الدراسية لفصلين دراسيين للطلاب الفلسطينيين بعد معركة طوفان الأقصى.

في عصر الإعلام المفتوح، قدمت وسائل الإعلام الماليزية مساهمة كبيرة من خلال فتح منصاتها الإعلامية المختلفة للفلسطينيين وأنصار القضية الفلسطينية العادلة.

وقد سمح لهم هذا بتوضيح الوضع في غزة وتقديم الرواية الفلسطينية الحقيقية، في الوقت الذي انحازت فيه معظم منصات الإعلام الدولية إلى الرواية الإسرائيلية، وصوَّرتهم ضحايا وليس قتلة نازيين فاشيين متوحشين.

يعكس هذا الطيف الواسع من الدعم اهتمام ماليزيا العميق بالنضال الفلسطيني. وقد أكد ذلك على التزام ماليزيا طويل الأمد بدعم المجتمعات المضطهَدة على مستوى العالم.

 

الجهود الدبلوماسية: دعم ماليزيا القوي لفلسطين

إن دعم ماليزيا لغزة يتجاوز تقديم المساعدات الإنسانية. إذ تعد ماليزيا من بين أكثر المؤيدين صراحة لحقوق الفلسطينيين وسيادتهم، بالخارج.

خلال طوفان الأقصى، دعا القادة الماليزيون باستمرار إلى إنهاء الحرب والعنف. وأدانوا تصرفات قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

دعا رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، خلال العديد من المنتديات العالمية، بما في ذلك الأمم المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات دولية أكثر حسماً لوقف العنف في غزة وتوفير العدالة للفلسطينيين.

إن الاعتقاد بأن حل الدولتين - مع القدس الشرقية عاصمة لفلسطين - ضروري للسلام الدائم في المنطقة متجذر في موقف ماليزيا.

 

وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ