أخبار

عالِم حفريات ماليزي يستكشف عصور ما قبل التاريخ في آسيا

14/01/2025 12:08 AM

كوالالمبور/ 13 يناير/كانون الثاني//برناما//-- يستكشف عالم الحفريات الماليزي الدكتور /بول رومي/ صحراء في الصين والمناطق المجاورة في آسيا الوسطى بحثًا عن عظام الديناصورات والتماسيح والأسماك والطيور والكائنات العتيقة الأخرى التي عاشت قبل عشرات ملايين السنين.

على الرغم من أن الدكتور /هنري والتون "إنديانا" جونز/ هو شخصية خيالية في أفلام /هوليوود/، إلا أن الباحث الذي وُلد في ولاية /بهانغ/ الماليزية، شخص حقيقي، مستعد ليوسخ يديه والتعرض لأشعة الشمس الحارقة من أجل البحث عن الكائنات التي تم نسيانها.

يعمل الدكتور /رومي/ في مركز دراسات الحفريات الفقارية وعلم الإنسان العتيق وأكاديمية العلوم الصينية، متخصصًا في دراسة الحيوانات الفقارية العتيقة والبشر من العصور السابقة. وهو يتقن اللغة الصينية بطلاقة وخريج جامعة /تسينغوا/ المرموقة في الصين.

وفي مقابلة صحافية مع وكالة برناما مؤخراً، قال: "إن مهامي جمع المواد من مواقع الحفريات لتحديد أصول الحيوانات المعنية. أُحلل الخصائص المورفولوجية لهذه البقايا لتعرف ما إذا كانت هذه الحيوانات المنقرضة مرتبطة بأنواع معروفة أو تمثل اكتشافًا جديدًا في العلم".

وأضاف: "تتطلب هذه العملية فهمًا عميقًا للموضوع والكثير من الوقت والصبر – وأحيانًا، تظهر الإجابة على الفور، مثل لحظة 'يوريكا!' (كلمة يونانية تعني:لقد وجدتها)".

يشارك الدكتور /رومي/، البالغ من العمر 39 عامًا، الآن في عدة دراسات، مع التركيز الرئيس على التماسيح العتيقة.

وأوضح قائلاً: "إن التماسيح كانت موجودة منذ ملايين السنين، قبل هذه الحقبة بفترة طويلة، ودراسة تاريخ هذا النوع من الحيوان توفر رؤى مثيرة عن تطوره. أنا أيضًا مشارك في بحوث تتعلق بحفريات الأسلاف، وحيوانات الديناصورات، كما أتناول موضوعات أخلاقيات الحفريات".

بالإضافة إلى البحث، يتعاون الدكتور /روم/ي أيضًا مع الأطراف المعنية في العديد من المشاريع، من أنشطة الحفر إلى المعارض، والعلوم الشعبية، ومهام المتاحف.

 وقال إن مسؤولياته متوازنة بين العمل الميداني والبحث في المكتب، مع جدول غير ثابت. وذكر: "إنه ليس عملًا عاديًا من الساعة 8 صباحًا حتى 5 مساءً. بل على العكس، أنت تعمل طوال الوقت، وغالبًا ما يكون ذلك سبعة أيام في الأسبوع، وفقًا للمهام، والأسئلة العلمية، والرغبة في إيجاد الإجابات".

بدأ الدكتور /رومي/ في تعرف علم الحفريات عندما أتيحت له فرصة للتحول من الحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض إلى دراسة الكائنات العتيقة التي اندرست.

عندما كان طفلًا، كان يرى الكائنات العتيقة فقط في مراكز التسوق، والحدائق الترفيهية، أو في الأفلام، ولكن بعد أخذ برنامج الدكتوراه، أدرك أن عالم الحفريات أكثر إثارة بكثير.

قدم طلبًا لبرنامج الماجستير في جامعة /تسينغوا/ عام 2014م لأنها كانت تقدم منحة دراسية كاملة ودورات باللغة الإنجليزية. ألهمته تجربته في/تسينغوا/ لمواصلة دراسته لمرحلة الدكتوراه في جامعة أكاديمية العلوم الصينية.

كما تقاسم الدكتور /رومي/ تجربته المؤثرة عندما كان يبحث عن حفريات في مدينة /هاربين/، بالصين. وبعد أن كاد يفقد الأمل، تمكن أخيرًا من العثور على هيكل عظمي كامل عمره 90 مليون سنة.

وحدث الدكتور /رومي/ عن تجربته في اكتشاف براز قطط قديمة ذات أنياب سيف عمره مليوني سنة في ولاية /ووشان/ بالصين، من قبل زميله في العمل. يُعرف هذا البراز باسم "الكوبرومايت"، وغالبًا ما يتم تجاهله في الدراسات الحفرية، ولكنه يعمل باعتبارها كبسولة زمنية توفر معلومات مهمة عن تغذية الكائنات العتيقة، بالإضافة إلى كونه دليلًا في الدراسات المتعلقة بالمناخ العتيق والبيئة. علاوة على ذلك، يحتوي الكوبرومايت أيضًا على بيانات حول التافونوميا.

كما روى خبراته في اكتشاف بقايا ديناصورات في /يانجي/، منطقة /جيلين/ بالصين، والتي حظيت باهتمام جاد من الحكومة المحلية التي اتخذت خطوات كبيرة للحفاظ على الموقع، الذي كان في الأصل مشروعًا لبناء المساكن.

وأعرب الدكتور /رومي/ عن خالص شكره لمشرفه، البروفيسور /شو شينغ/، الذي هو أيضًا مدير مؤسسته، على الفرص والإرشاد التي قدمها له.

يعيش الدكتور /رومي/، الذي تعلم اللغة الصينية في ماليزيا، لآن في ولاية /بكين/ مع زوجته وابنته التي تبلغ من العمر خمس سنوات. ورثته ابنته حب الاستكشاف، وتربي أفعى بوصفه حيواناً أليفاً. وأصبحت الجالية الماليزية في /بكين/ بمثابة عائلتهم، حيث يجتمعون غالبًا خلال مواسم الأعياد للاستمتاع بطبق "ناسي ليماك" أشهر ما تناوله أهل ماليزيا من طعام في فطورهم، والذي أصبح تقليدًا للحفاظ على تراثهم الثقافي.

وكالة الأنباء الوطنية الماليزية- برناما//ن.ع م.أ