كوالالمبور/ 29 مارس/آذار//برناما//-- إن القرار السريع الذي اتخذته ماليزيا بإرسال فريق إغاثة إنسانية إلى ميانمار يؤكد مسؤوليتها رئيسةً لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) 2025م، وهو مثال ملموسي على التزام الكتلة بحماية الأمن البشري وسط الأزمة الناجمة عن الزلزال القوي الذي ضرب البلاد.
وقال /كولينز تشونج يو كيت/، محلل الأمن والعلاقات الدولية بجامعة /مالايا/ الماليزية، إن خطوة ماليزيا تعكس القيادة التي تحتاجها الرابطة في لحظة حرجة تتطلب التضامن والعمل الفوري.
وقال لوكالة برناما: "إن جهود التنسيق المبكرة والقيادة التي بُذلت في سياق الرابطة، بالإضافة إلى الوحدة في تقديم المساعدة الجماعية، تُعتبر الخطوات والقيادة اللازمة لرئاسة الرابطة. كما يُمثل هذا رسالة حسن نية لقيادة المجلس العسكري في ميانمار، وحافزًا جديدًا لإظهار جدية الرابطة واستعدادها لدعم ميانمار في هذا الوقت".
وأضاف تشونج أن نشر فريق الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث واستراتيجية التنسيق الجماعي للرابطة ليسا تكتيكيين فحسب، بل يحملان مصالح طويلة الأجل.
وتابع يقول "على الرغم من أن الرابطة اتخذت باستمرار موقفاً حازماً بشأن الصراع في ميانمار وحثت المجلس العسكري على تغيير مساره، إلا أن الرابطة مستعدة دائما للمساعدة، وماليزيا على وجه الخصوص دعمت دائما شعب ومجتمع ميانمار".
وبحسب فريق المعلومات التابع لمجلس إدارة الدولة في ميانمار، فإن الزلزال أودى بحياة 1,002 شخص وأصاب 2,376 آخرين، فيما لا يزال 30 شخصا في عداد المفقودين.
وذكرت تقارير إعلامية دولية أن العديد من المباني تضررت وأن عمليات الإنقاذ جارية.
وعلى المستوى الإقليمي، قال تشونغ إن الاستجابة الإنسانية المستمرة لزلزال ميانمار تعكس التوازن الذي تحاول الدول الأعضاء في الرابطة تحقيقه، حيث تعمل كل دولة على مواءمة مصالحها في السياسة الخارجية مع السعي إلى الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
وأوضح أن تعهدات المساعدات الإنسانية التي قدمتها ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة حتى الآن تعكس التوازن في الجهود الرامية إلى ضمان الحفاظ على السلام والسيطرة على آثار الكوارث.
وقال إن "هذا يدل على أن كل دولة من دول الرابطة لديها اعتباراتها ومصالحها الخاصة في السياسة الخارجية لتحقيق أفضل العائدات، ليس فقط لبلدانها ولكن أيضا للرابطة كلياً، بهدف الحفاظ على السلام والاستقرار والسيطرة على أي آثار كارثية".
وأضاف تشونغ أن تحرك ماليزيا يعزز موقف الآسيان المتوازن تجاه حكومة الوحدة الوطنية في ميانمار، من خلال الاستمرار في دعم التزام الكتلة بحقوق الإنسان والأمن الإنساني، على الرغم من الالتزام بمبدأ عدم التدخل.
وأفاد بأن هذه الكارثة قد تفتح المجال لإحياء عملية السلام المتوقفة وإقامة تعاون عملي.
واستطرد يقول "يتم ذلك من خلال تحقيق التوازن الدقيق في السياسات، وعلى الرغم من أن إجماع النقاط الخمس لم يظهر أي تقدم على مدى سنوات عديدة، فإن الرابطة لن تتخلى عن جهودها الرامية إلى تحقيق الاستقرار في ميانمار.
وأضاف أن "هذه الكارثة قد تفتح مجالا جديدا للمفاوضات في أجواء أكثر دعما، والضغوط الآن تقع على المجلس العسكري لإظهار الانفتاح وممارسة ضبط النفس والتركيز بشكل كامل على جهود البحث والإنقاذ".
أعربت ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة عن التزامها، حيث أرسلت ماليزيا فريقًا مكونًا من 50 عضوًا للمساعدات الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث من خلال الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث إلى يانجون يوم الأحد.
أبدت سنغافورة استعدادها لإرسال فرقة من "عملية قلب الأسد" للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ والإغاثة من الكوارث، في حين أعرب الرئيس الإندونيسي /برابوو سوبيانتو/ عن تعازيه مُبدياً في الوقت ذاته استعداد بلاده للمساعدة في جهود التعافي في ميانمار وتايلاند.
بينما أعرب وزراء خارجية الآسيان في أحدث بيان لهم عن تعازيهم لضحايا الزلازل والمجتمعات المتضررة في ميانمار وتايلاند، وأكدوا استعداد الكتلة لتعبئة المساعدات الإنسانية، بما في ذلك فريق الاستجابة للطوارئ والتقييم في الرابطة (ERAT)، ونظام لوجستيات الطوارئ في حالات الكوارث في الرابطة (DELSA)، وفريق البحث والإنقاذ في المناطق الحضرية (USAR).
وجاء في البيان "تؤكد الرابطة تضامنها وستعمل بشكل وثيق معًا في تنسيق المساعدات الإنسانية ودعم وتسهيل عمليات الإغاثة وضمان الاستجابات الإنسانية الفعالة في الوقت المناسب بمساعدة مركز تنسيق المساعدات الإنسانية لإدارة الكوارث التابع للرابطة".
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ