كوالالمبور/ 8 نوفمبر/تشرين الثاني//برناما//-- تنفي ماليزيا بشدة المزاعم الباطلة التي أطلقها اللواء (المتقاعد) /رانغسي كيتيانساب/ من تايلاند، والذي اتهم ماليزيا ورئيس الوزراء أنور إبراهيم بأنهما "أيدٍ خفية" أو "أعداء متخفون" في عملية السلام بين تايلاند وكمبوديا.
صرح قائد القوات المسلحة الماليزي، الجنرال محمد نظام جعفر، بأن هذه المزاعم ليست فقط لا أساس لها من الصحة وغير عادلة، بل إنها مخيبة للآمال للغاية، خاصةً عندما تأتي من ضابط عسكري كبير سابق.
وأضاف أن هذا التصريح يعكس فهمًا ضعيفًا لمفهوم توافق مركزية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ويتجاهل إطار التعاون الذي يدعم عملية السلام، كما أنه يقوض المهنية والاحترام المتبادل اللذين لطالما وجها المؤسسات العسكرية في المنطقة.
علاوة على ذلك، تُشوّه هذه الادعاءات المضمون والأهداف الحقيقية لاتفاق كوالالمبور. فالوثيقة الرسمية التي تُشكّل أساس هذه العملية شفافة، وقد تمّ الاتفاق عليها مع جميع الحكومات المعنية. وهي تُحدّد التزامًا واضحًا يُركّز حصريًا على السلام والأمن والتعاون الإنساني والاستقرار الإقليمي.
وقال في بيان اليوم: "في هذه المرحلة، فإنّ أيّ محاولة لتقويض دور ماليزيا، أو قيادة رئيس وزرائنا، أو نزاهة فريق مراقبي آسيان (AOT) هي محاولة خبيثة. إنها تُقوّض الهدف الأساسي لهذه العملية، وهو السلام".
وأكّد محمد نظام أنّ ماليزيا لم تسعَ قطّ إلى الاعتراف أو الثناء، بل إنّ مصلحتها الوحيدة هي استعادة الاستقرار وحماية الأرواح والحفاظ على مبدأ الوحدة الإقليمية.
وأضاف أنّ العسكريين على جانبي الحدود يستحقّون فرصة إلقاء أسلحتهم، بينما تستحقّ العائلات التي عانت شهورًا من الخوف الأمن لإعادة بناء حياتها، وهذا كان دائمًا هدف ماليزيا.
"لقد كانت القوات المسلحة الماليزية تلتزم بمبدأ أنّ السلام يتحقق على أفضل وجه من خلال التفاهم والتعاون المتبادلين.
"من مينداناو إلى تيمور الشرقية إلى لبنان، خدم جنودنا لحفظ السلام باحترافية وحيادية واحترام لسيادة الدول الأخرى"، كما قال.
وأضاف أن تسهيل عملية السلام بين تايلاند وكمبوديا جزء من هذا التقليد من الخدمة.
وقال محمد نظام إن السلام يتطلب الصبر والشجاعة الأخلاقية والقدرة على تجاوز المصالح الشخصية أو الكبرياء السياسي، مضيفًا أن العملية تسترشد بثلاث رسائل رئيسية، وهي أن السلام مكلف، والأرواح ثمينة، والوقت جوهري.
"من المؤسف للغاية أن يختار أفراد كانوا يرتدون الزي العسكري في السابق تسييس عملية كان الهدف منها منع المزيد من الخسائر في الأرواح.
"إن اتهام قائد آخر بالخيانة أو التجسس دون دليل لا ينال من كرامة المتهم فحسب، بل ينال أيضًا من وجه الاتهام. إنه يتجاهل الجهود الدؤوبة التي يبذلها أولئك الذين يعملون بهدوء ودون طلب الاحترام لتحقيق السلام، ويقوض الثقة التي تشكل أساس الأمن الإقليمي"، على حد تعبيره.
ودعا الجميع، سواءً كانوا في الخدمة أو متقاعدين، إلى التمسك بمبادئ الحق والعدالة والاحترافية، مؤكدًا أن مسؤولية العسكري لا تنتهي عند تقاعده، بل تستمر بالحكمة وضبط النفس والقدوة.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ